تقرير : عبدالرحيم– الخرطوم -يعد متحف الأثنوغرافيا من المتاحف العريقة في الخرطوم حيث تم افتتاحه في العام 1956. وقد اهتم الإنجليز بهذا المتحف وجمعوا محتوياته من كل بقاع السودان . فقد أدهشتهم تلك القطع الأثنوغرافية ودقة صنعها فافتتنوا بها و بتنوع الثقافات السودانية المختلفة .
والاثنوغرافيا تعني الدراسة الوصفية لطريقة وأسلوب الحياة لشعب من الشعوب أو مجتمع من المجتمعات ، واصطلاح الاثنوغرافيا ( Ethnography) في بريطانيا يعني البحوث الوصفية والتحليلية التي قام بها علماء الانثروبولوجيا البريطانيون حول الشعوب والأقوام البدائية التي درسوها دراسة ميدانية ؛ وبالرغم من أن الاثنوغرافي يهتم بالدراسة الوصفية للمجتمعات البدائية والانثربولوجي الاجتماعي يهتم بالتحليل البنائي أو التركيبي للمجتمعات البدائية فان هناك ارتباط وتداخلاً وثيقاً بين هذين العلمين بخصوص الدراسات العلمية التي يقومان بها .
زارت وكالة السودان للأنباء متحف الأثنوغرافيا والتقت إدارته وبعض زواره الذين تحدثوا عن تاريخه وأهميته .
أخبرنا مسؤول قسم الترميم بالمتحف ؛ الأستاذ المنتصر دفع الله عن تاريخ المتحف وكيف قام الإنجليز بتجميع كل القطع الأثنوغرافية المادية في بدايات القرن العشرين وإحضارها إلى كلية غردون ( جامعة الخرطوم ) لإنشاء هذا المتحف . ثم نقلها إلى مبنى ضباط الجيش الإنجليزي ( المبنى الحالي ) ليفتتح رسميا في العام 1956.
تحدثت الأستاذة ديانا دقنة عن أقسام المتحف وكيف تم تغييرها استجابة للتغيير الذي صاحب ثورة ديسمبر ، فقد كان المتحف مقسما حسب البيئة الجغرافية وبعد افتتاحه في يناير من العام الجاري تم إعادة تقسيمه حسب الموروث الثقافي الشامل لكل البيئات السودانية وهي ستة أقسام : المطبخ السوداني ، البادية ، الموسيقى التقليدية ، الزواج وزينة المرأة ، الحياة النيلية، الخلوة والمصنوعات اليدوية .
تخطط إدارة المتحف أيضا لإضافة عرض حي لأصحاب الحرف اليدوية حتى يتمكن الزائر من التعرف على تلك الصناعات ومكوناتها وحتى يتمكن أصحاب هذه الحرف من الأستفادة وبيع ما صنعوه لزوار المتحف .
أوصت أستاذة ديانا مسؤول قسم العرض بالمتحف وناشدت جميع الأسر السودانية العريقة بمشاركة إدارة المتحف لعرض مقتنياتهم الأثرية القديمة التي يمتلكونها كجزء من التاريخ الاثنوغرافي للسودانيين ، وستلتزم إدارة المتحف بحفظ كل حقوقهم الأدبية مع المحافظة على هذه المقتنيات كإرث سوداني عريق .
ناشد أستاذ منتصر- احد مسئولى المتحف – كذلك كل المسؤولين ورجال الأعمال بالقدوم إلى المتحف ودعمه ليصير واجهة سودانية مشرقة تتحف الزوار وتنال إعجابهم. كما تمنى لو تعود إدارة المتحف إلى هيئة المتاحف بدلا من تبعيته لوزارة الثقافة .
وقد عبر طلاب مدرسة الفجر الأساسية -الذين كانوا فى زيارة للمتحف-عن سعادتهم بزيارة المتحف ورؤية تراث أجدادهم وتعرفهم على الثقافات السودانية المختلفة واستفادتهم من كم المعلومات التي قدمها لهم موظفو المتحف والمعلمين الذين ساعدتهم معروضات المتحف على شرح ما درسوه لطلابهم مع تقديم نماذج حية سهلت على طلابهم استيعاب كل الحصص النظرية.