اليراع- كرر السودان، الخميس، أن التوصل إلى اتفاق ملزم حول ملء وتشغيل سد “النهضة” الإثيوبي، يفتح المجال أمام علاقات مستقرة بين القاهرة والخرطوم وأديس أبابا.
جاء ذلك خلال لقاء وزير الري السوداني المكلف ضو البيت عبد الرحمن منصور، مع السفير الإثيوبي لدى الخرطوم بيتال أمبرو، وفق بيان لوزارة الري السودانية.
وقال منصور: “الوصول إلى اتفاق ملزم حول ملء وتشغيل سد النهضة، سوف يفتح المجال لعلاقات مستقرة ومتطورة بين السودان ومصر وإثيوبيا”.
وأوضح أن بلاده لديها “مخاوف ومصالح حقيقية في ملف سد النهضة الإثيوبي، ولا يمكن تجاوزها إلا عبر اتفاق ملزم”.
وشدد على موقف السودان الرافض لحجب معلومات الملء والتشغيل الخاصة بسد النهضة، مجددا التأكيد على حقوق إثيوبيا في التنمية دون إحداث ضرر ببلاده.
وكان وزير الخارجية الإثيوبي، ديميكي ميكونين، صرح بأنه لا يجب أن يوجه التسييس أو التخريب السياسات بشأن نهر النيل، بل يجب أن يكون تعزيز التعاون والتفاهم والتكامل هو الروح المرشدة.جاء ذلك في كلمة افتتاحية ألقاها، أمس الخميس، خلال مناقشة عبر الإنترنت حول سد النهضة الإثيوبي، واستضافتها السفارة الإثيوبية في العاصمة البريطانية لندن، ونظمتها وزارة الخارجية الإثيوبية بالتعاون مع مختلف البعثات الإثيوبية، وفقا وكالة “فانا“ الإثيوبية.وقال ميكونين في كلمته إنه “في 16 نيسان/ أبريل 2021 عرضت إثيوبيا موقفها على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن المفاوضات الثلاثية التي يقودها الاتحاد الأفريقي بشأن سد النهضة.
وأشار إلى أن “رسالة إثيوبيا جاءت لتوضيح موقفها لأعضاء مجلس الأمن والسلم الأفريقي، وكانت مصحوبة بتفاصيل عملية التفاوض والملحق الذي يوضح القضايا الرئيسية المتعلقة ببناء السد”.وتابع ميكونين في رسالته أن “إثيوبيا طلبت من مجلس الأمن أن يحث مصر والسودان على العودة إلى المفاوضات الثلاثية بشأن الملء الأول والتشغيل السنوي لسد النهضة الإثيوبي الكبير، واحترام العملية التي يقودها الاتحاد الأفريقي”.وشدد وزير الخارجية الإثيوبي في كلمته أن “العملية التي يقودها الاتحاد الأفريقي تمتعت بالدعم الكامل من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على أساس مبادئ التكامل وبروح إيجاد حلول أفريقية للمشاكل الأفريقية”.وتابع: “مصر والسودان لا يتفاوضان بحسن نية وليسا مستعدين لتقديم التنازلات اللازمة للوصول إلى نتيجة مربحة للجانبين، وبدلا من ذلك اختار البلدان “إفشال” المفاوضات و”تدويل” القضية لممارسة ضغط لا داعي له على إثيوبيا”.وأضاف وزير الخارجية الإثيوبي أن بلاده “لديها التزام وثقة لا يتزعزعان بشأن المفاوضات الثلاثية التي يقودها الاتحاد الأفريقي، وتعرب عن امتنانها للجهود الحقيقية لجنوب أفريقيا والآن جمهورية الكونغو الديمقراطية، لمعالجة المسألة بروح الحلول الأفريقية للمشاكل الأفريقية”.وأكد أن “إصرار مصر والسودان على الحفاظ على الوضع الراهن غير العادل ومنع استخدام إثيوبيا للمياه عند منبع سد النهضة بحجة “إبرام اتفاقية شاملة ملزمة “أمر غير مقبول”.وشدد أن “إثيوبيا ملتزمة بإعلان المبادئ الذي تم توقيعه من قبل قادة الدول الثلاث، على الرغم من أن مصر والسودان تتراجعان عن التزاماتهما التي تم الدخول بها بموجب إعلان المبادئ”.وواصل أن “محاولات الضغط على إثيوبيا وتهميش العملية التي يقودها الاتحاد الأفريقي ستؤدي إلى زيادة تقويض الثقة بين الدول الثلاث”.
وتتبادل القاهرة والخرطوم مع أديس أبابا اتهامات بالمسؤولية عن تعثر مفاوضات السد، التي يرعاها الاتحاد الإفريقي منذ شهور، ضمن مسار تفاوضي بدأ قبل نحو 10 سنوات؛ وذلك بسبب خلافات حول الملء والتشغيل.