الخرطوم-اليراع – وكالات– للاسبوع الثامن عشر بدون توقف خرجت جموع الشعب السوداني في مسيراتهم الهادرة امس مرة اخرى منددة بالانقلاب العسكري حيث تمكّن آلاف المشاركين في موكب مليونية 28 فبراير من الانتشار في المحيط الخارجي للقصر الرئاسي من الناحية الجنوبية يوم الاثنين على الرغم من استخدام قوات الأمن الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت بكثافة في محاولة لتفريقها.
وقالت لجنة أطباء السودان المركزية إن أحد المتظاهرين قُتل برصاصة في الرأس خلال احتجاجات مماثلة في مدينة أم درمان المجاورة، في حين أصيب العشرات في الخرطوم.
وينظم المتظاهرون مسيرات إلى القصر الرئاسي على نحو متكرر منذ انقلاب 25 أكتوبر تشرين الأول والذي أنهى ترتيبا لتقاسم السلطة بين المدنيين والعسكريين كان من المفترض أن يؤدي إلى انتخابات ديمقراطية. وقتل ما لا يقل عن 84 شخصا في حملات أمنية.
وهذه هي المرة الثانية فقط منذ الانقلاب التي يتمكن فيها المتظاهرون من الوصول إلى بوابات القصر، وهو مقصد معتاد للمظاهرات في السودان على مر تاريخه.
وقال مراسل لرويترز إن المحتجين بدأوا في الانسحاب قبل غروب الشمس في حين لاحقت قوات الأمن بعضهم في الشوارع الجانبية.
وأعلنت لجان المقاومة، التي تنظم الاحتجاجات، يوم الأحد عن ميثاق سياسي يهدف إلى توحيد القوى السياسية المدنية. وشوهد المتظاهرون وهم يحملون لافتات تدعم الميثاق ويوزعون نسخا منه.
وقال شاهد من رويترز إن قوات الأمن أطلقت الغاز المسيل للدموع، وكان بعضه أحمر أو أصفر، وكذلك قنابل صوت وسائلا أحمر أثناء محاولتها التصدي للمتظاهرين على بعد أكثر من كيلومتر من القصر. ونُقل العديد من المتظاهرين بعيدا على دراجات نارية بعد أن فقدوا الوعي..
كما شهدت مدن السودان الأخرى تظاهرات مماثلة، أكبرها في مدينة ود مدني، وسط السودان، وحاول فيها المتظاهرون اقتحام مقر حكومة ولاية الجزيرة.
وكذلك خرج المئات في مدينة البحر الأحمر في مواكب طافت شوارع المدينة منددة بالانقلاب العسكري.
سياسياً، أفادت بعثة الأمم المتحدة، في بيان لها، اليوم، أنها عقدت 110 اجتماعات تشاورية شارك فيها 800 شخص ضمن مبادرتها لتقريب شقة الخلاف بين السودانيين، مشيرة إلى أن “التقرير النهائي للمرحلة الأولى سيحدد تصميم المرحلة الثانية للعملية من أجل الخروج من المأزق السياسي الحالي”، وأنها جمعت أكثر من 80 مقترحا تقدمت بها القوى السياسية والمجتمعية لافتة إلى وجود جوانب توافق كبير بين المقترحات