شهدت أحياء الخرطوم وأم درمان ومدن أخرى مسيرات للدعوة إلى تظاهرة جديدة ضمن سلسلة التصعيد المعلنة ضد النظام العسكري الانقلابي والتي دعت لها هذه المرة لجان المقاومة الممثلة لاحياء مدينة ام درمان القديمة والتي تحظي برمزية خاصة في ثورات السودان السابقة ، تعتزم لجان المقاومة وعدد من التنظيمات السياسية، من بينها تجمع المهنيين، تسييرها غداً الأحد التاسع من يناير رفضا لتدخل الجيش في الحياة السياسية.
واستخدمت قوات الأمن السودانية الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية بكثافة، الخميس، لتفريق متظاهرين في مناطق مختلفة من البلاد، كما استخدمت الرصاص الحي في أم درمان والخرطوم، وسط تقارير عن اقتحام عدد من المستشفيات تعقبا لمحتجين مصابين.
وحمّل بيان منسوب لوزارة الصحة في ولاية الخرطوم القادة العسكريين في مجلس السيادة السوداني مسؤولية سلامة المرضى والكوادر الطبية في المستشفيات.
وقال البيان إن “قوات أمنية اقتحمت عدد من المستشفيات، من بينها مستشفى الأربعين، واعتدت على المصابين والكوادر الطبية، مما أدى إلى وقوع إصابات بينهم”.
ارتفع عدد الوفيات بين المتظاهرين خلال الاحتجاجات التي اندلعت رفضا لتحركات الجيش قبل نحو شهرين والإجراءات التي تلتها، إلى 60 حالة وفاة، حسبما ذكرت لجنة الاطباء المركزية.
واطاح االجيش بالحكومة المدنية في أواخر شهر أكتوبر/ تشرين الأول وأعلن حل مجلس السيادة الانتقالي وألقى القبض على عدد من الوزراء والمسؤولين، قبل أن يطلق سراح رئيس الوزراء عبد الله حمدوك لاحقا.
و توصل الجيش وحمدوك إلى اتفاق سياسي في وقت لاحق يقضي بتوليه تشكيل حكومة جديدة، وتعهد قائد القوات المسلح عبد الفتاح البرهان بالتخلي عن منصبه بمجرد تسليم السلطة إلى الهيئات المنتخبة.رفضت قوى سياسية الاتفاق وطالبت بإبعاد الجيش من المشهد السياسي تماما. أعلن حمدوك في الثاني من هذا الشهر، استقالته رسميا من منصبه، على وقع الاحتجاجات الرافضة للاتفاق السياسي بينه ورئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان.