ديانا شلهوب / الأناضول
أعربت الجامعة العربية، الثلاثاء، عن احترام قرار رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك الاستقالة من منصبه، داعية مختلف أطراف البلاد إلى التشاور والحوار لحل الأزمة الحالية.
جاء ذلك في بيان للجامعة العربية، عقب يومين على إعلان حمدوك تقديم استقالته من رئاسة الحكومة، على وقع التوترات السياسية في بلاده.
وأفاد البيان بأن “جامعة الدول العربية تحترم قرار الدكتور عبد الله حمدوك بالاستقالة من منصبه، وتعرب عن تفهمها للمبررات التي ضمنها خطاب الاستقالة”.
ودعا البيان إلى “ضرورة العمل على وجه السرعة بين شركاء السودان من أجل التوصل إلى أرضية تفاهم تسمح بالحفاظ على المكتسبات الهامة التي تحققت خلال العامين الماضيين”.
كما طالبت الجامعة العربية بـ”تكثيف التشاور والحوار البناء بين مختلف الأطراف، لا سيما وأنه الوسيلة الوحيدة بل حجر الزاوية لحل الأزمة الحالية، وتحقيق تطلعات الشعب السوداني”، حسب البيان ذاته.
والأحد، قدم حمدوك، في كلمة متلفزة، استقالته من رئاسة الحكومة، عقب نحو 6 أسابيع على اتفاق أجراه مع قائد الجيش، رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان.
وقال حمدوك: “لقد قررت أن أرد إليكم أمانتكم، أعلن استقالتي من منصب رئيس الوزراء، وأفسح المجال أمام أبناء وبنات هذا الوطن المعطاء، لاستكمال قيادة وطننا العزيز للعبور به نحو الدولة الديمقراطية”.
ومنذ 25 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشهد السودان احتجاجات ردا على إجراءات استثنائية اتخذها البرهان، أبرزها فرض حالة الطوارئ، وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين، وعزل حمدوك، واعتقال مسؤولين وسياسيين.
واعتبر البرهان آنذاك، إجراءاته “خطوات تصحيحية لمسار الثورة السودانية وإخراج البلاد من أزماتها”، كما تعهد في تصريحات لاحقة “بتنظيم انتخابات حرة ونزيهة وشفافة بوقتها المحدد (بعد انتهاء الفترة الانتقالية)”.
ورغم توقيع البرهان وحمدوك اتفاقا سياسيا في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، تضمن عودة الأخير لمنصبه وتشكيل حكومة كفاءات وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، فإن قوى سياسية اعتبرت الاتفاق “محاولة لشرعنة الانقلاب” وتعهدت بمواصلة الاحتجاجات حتى تحقيق “الحكم المدني الكامل” خلال الفترة الانتقالية.