أعرب الاتحاد الإفريقي عن استعداده للتنسيق والتعاون من أجل إخراج جميع المقاتلين الذين يتبعون دوله من الأراضي الليبية، وضمان استقبالهم في بلدانهم، والتنسيق لعدم عودتهم مجددا إلى ليبيا.
جاء ذلك على لسان ممثلي الاتحاد في اجتماع اللجنة العسكرية الليبية المشتركة “5+5″، التي اجتمعت في تونس يومي الثلاثاء والأربعاء من أجل بحث ملف انسحاب المرتزقة، بحضور ممثلين عن دول الجوار الليبي “السودان وتشاد والنيجر”، وذلك بتسيير من بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.
وقالت اللجنة العسكرية في بيان، إن اجتماع تونس جاء استكمالا لمخرجات اجتماع القاهرة الذي عقد مطلع شهر نوفمبر بحضور أطراف دولية، وناقش آلية للتواصل والتنسيق في ملف إخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب من الأراضي الليبية.
وأضافت اللجنة أن الأجواء الإيجابية سادت الاجتماع، من حيث الطرح والكلمات ومحاور النقاش، وأكد الحضور ضرورة استكمال بناء قنوات اتصال دائمة وفعالة بشأن هذا الموضوع، متقدمة بالشكر إلى الاتحاد الإفريقي وبعثة الأمم المتحدة.
وأشاد الخبير الاستراتيجي محمد الرجباني، بما قطعته لجنة “5+5” من أشواط جديدة نحو تحقيق مهمتها الأبرز وهي “إخراج المرتزقة والقوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب بكل مسمياتهم”، خصوصا مع اقتراب انعقاد الانتخابات الرئاسية 24 ديسمبر المقبل، حيث يتطلب الأمر قطع خطوات عملية على الأرض تسهم في تأمين عملية الاقتراع.
كما يرتبط حضور دول السودان وتشاد والنيجر بملف تأمين الجنوب الليبي الذي يحمل أهمية استراتيجية كبيرة، حيث نبه الرجباني إلى معاناة الجنوب من انتشار العناصر الإرهابية والتشكيلات الإجرامية وظاهرة الهجرة غير الشرعية في المساحات الشاسعة والوعرة هناك، مما دفع الجيش إلى إطلاق عملية عسكرية واسعة قبل شهور لتحقيق السيطرة الأمنية، و”هذه التفاهمات ستسهم في مزيد من فرض السيطرة والتأمين على هذه البقعة الشاسعة”.
وبالنسبة للمرتزقة الناشطين في الجنوب، يوضح الباحث السياسي محمد قشوط أنهم عناصر من المعارضة التشادية، اتخذوا من الجنوب الليبي مكانا للاختباء وشن الهجمات في الداخل التشادي خلال آخر 10 سنوات”.
ولفت إلى أن هؤلاء تورطوا في الصراع داخل ليبيا، واستعانت بهم ميليشيات “القوة الثالثة” في مصراتة خلال مواجهات في الأعوام الماضية، ثم استعان بهم القيادي الميليشياوي أسامة الجويلي في قتال الجيش الوطني الليبي خلال المعارك في مدن الساحل الغربي عام 2020.
وأضاف قشوط أن قوات الجيش الليبي تعاملت مع هؤلاء المسلحين في الجنوب، منذ بدء عملياتها عام 2017 إلى الآن، بالدفع نحو إخراجهم من البلاد، كي لا يمثلوا تهديدا أمنيا عليها، وقد شهدت الفترة الماضية مواجهات معهم تمكن فيها الجيش من تدمير مواقع لهم.