هل يصمد أبي أحمد أمام تحالف المعارضين في إثيوبيا؟

ذكر محللون  رئيس الوزراء الإثيوبي، أبي أحمد، يواجه “ضغطا سياسيا” مع إعلان 9 فصائل مناهضة للحكومة عن تشكيل تحالف عسكري، واقترابهم من العاصمة أديس أبابا، وفق صحيفة “نيويورك تايمز“..

والجمعة، أعلن مقاتلو تيغراي عن “الجبهة المتحدة للقوات الفدرالية الإثيوبية”، وهو تحالف يضم 8 فصائل أخرى بهدف “إقامة ترتيب انتقالي في إثيوبيا”، حتى يتمكن رئيس الوزراء من الرحيل في أسرع وقت ممكن، حسبما قال يوهانيس أبرهة، وهو من مجموعة تيغراي، لوكالة أسوشيتد برس.

ويطالب التحالف برحيل أبي أحمد من خلال مفاوضات سياسية أو باستخدام القوة العسكرية إذا لزم الأمر، ومن ثم تنصيب حكومة انتقالية.

وقال برهان غبري-كريستوس ممثل جبهة تحرير شعب تيغراي عند توقيع وثيقة هذا التحالف في واشنطن، “هدفنا قلب النظام”.

في المقابل، وصف المدعي العام الإثيوبي ووزير العدل، جيديون تيموثيوس، التحالف بأنه “عمل دعائي”، قائلا إن بعض الفصائل ليس لديها أي دعم. وقال في مؤتمر صحافي عبر الإنترنت، الجمعة، “لا أعتقد أنه سيكون له (التحالف) تأثير كبير”.

ويضم التحالف أيضا: جيش تحرير أورومو، وجبهة وحدة عفار الثورية الديمقراطية، وحركة آغاو الديمقراطية، وحركة تحرير شعب بني شنقول، وجيش تحرير شعب غامبيلا، وحركة العدالة والحق للشعب الكيماني العالمي/ حزب كيمانت الديمقراطي، وجبهة سيداما للتحرير الوطنية، ومقاومة الدولة الصومالية.

إثيوبيا.. 9 فصائل تتحالف لـ”إزاحة أبي”

أعلنت 9 فصائل مناهضة للحكومة في إثيوبيا عن تشكيل تحالف، الجمعة، تزامنا مع تصاعد الضغط على رئيس الوزراء أبي أحمد وزحف قوات المتمردين نحو العاصمة أديس أبابا، بحسب رويترز.

يأتي إعلان التحالف بعد أيام فقط من سيطرة المتمردين على بلدتين تبعدان قرابة 260 كيلومترا شال شرق أديس بابا، ما جعل إثيوبيا تعلن حالة الطوارئ وتطلب من المواطنين حمل السلاح دفاعا عن العاصمة. كما اعتقلت السلطات أشخاص من عرق تيغراي بتهمة التعاطف مع المتمردين الذين يقفون على أعتاب العاصمة.

والجمعة، أعرب مجلس الأمن الدولي عن “قلقه العميق” لتصعيد النزاع في إثيوبيا ودعا إلى وقف إطلاق النار.

وجاء في بيان مشترك تلاه للصحافيين السفير المكسيكي لدى الأمم المتحدة، خوان رامون، أن أعضاء المجلس “يدعون إلى إنهاء الأعمال العدائية والتفاوض على وقف دائم لإطلاق النار”.

ويواجه، أبي أحمد، مقاومة عسكرية متصاعدة في مناطق مختلفة من إثيوبيا، مع احتمال حدوث اضطرابات اقتصادية، حيث يهدد المتمردون بقطع طريق حاسم يربط إثيوبيا غير الساحلية بميناء جيبوتي شرقا.

وقال المحلل الأثيوبي في مجموعة الأزمات الدولية، ويليام دافيسون، إن تشكيل التحالف “هو علامة أخرى على تغير المد السياسي”.

وأضاف دافيسون في حديثه للصحيفة الأميركية أنه حال انهيار الحزب الحاكم أو تحول كبير في السلطة في أديس أبابا، “يمكن لهذه المجموعات أن تلعب دورا رئيسيا في معاقلها بينما نتحول إلى مرحلة انتقالية جديدة”.

ومع ذلك، أشار إلى أن بعض الفصائل المسلحة “ليس لديها قوة قتالية قوية”، وأن بعض الجماعات السياسية “تملك برامج سياسية ضعيفة”.

وقال دافيسون لوكالة رويترز إنه قد يكون هناك رد فعل عنيف شديد إذا استولت قوات تيغرايان وأورومو على العاصمة.

وتابع: “ليسوا غاضبين فقط من جبهة التحرير الشعبية لتحرير تيغراي وقوات أورومو، ولكن أيضا من القادة الفدراليين لتركهم أمهرة مكشوفة”.

“إنهاء الحصار أو انهيار الحكومة”

في السياق ذاته، قال دبلوماسيون إقليميون – تحدثوا لوكالة رويترز شريطة عدم الكشف عن هويتهم – إن التهديدات بالزحف إلى أديس أبابا قد تكون تكتيكا لمحاولة إجبار أبي على الدخول في مفاوضات أو التنحي.

ومنذ نوفمبر من العام 2020، تقاتل القوات الحكومية الإثيوبية وحلفاؤها الإرتريون ضد جبهة تحرير تيغراي الشعبية، الحزب الحاكم في المنطقة الشمالية من البلاد.

وهزمت القوات الحكومية المتمردين في بداية القتال، لكن الوضع تغير في يونيو من هذا العام عندما استعاد مقاتلو تيغرايان جزءا كبيرا من المنطقة.

ومنذ يونيو، حقق المتمردون مكاسب كبيرة على الأرض، حيث يسيطرون على أجزاء من مناطق أمهرة وعفر، مما أدى إلى تشريد مئات الآلاف واتساع نطاق الأزمة.

من جانبها، قالت مديرة مشروع القرن الأفريقي بمجموعة الأزمات الدولية، موريثي موتيجا، إن “الوضع في إثيوبيا خطير للغاية حاليا. ربما تكون هذه أخطر لحظة في البلاد منذ عقود”.

وأضافت في تصريح لـ “دويتشه فيليه” أن “القضية الأساسية هي أن جميع الأطراف قررت أنه يمكنهم تسوية هذا الصراع عسكريا”.

وأشارت إلى أن قوات تيغراي اكتسبت قوة بعد التحالف الجديد، مردفة: “يبدو أنهم عازمون ويحاولون القيام بخطوة حاسمة يمكن أن تؤدي إما لإنهاء الحصار في تيغراي أو إلى انهيار حكومة أبي”.

Share this post