الكاتب محمد مبوغار سار/فيسبوك
نخصص حلقة هذا الأسبوع من “قرأنا لكم” للكاتب السنغالي الشاب محمد مبوغار سار وروايته “صمت الجوقة” الصادرة عن دار “بريزونس أفريكان” للنشر التي فازت مؤخرا بجائزة “أدب العالم” التي يمنحها مهرجان سان مالو الفرنسي “مسافرون عجائبيون”.
في هذه الرواية يتناول الكاتب السنغالي المصائر المأساوية للمهاجرين الأفارقة القادمين من منطقة الساحل الافريقي نحو السواحل الأوربية وهي القضية التي تفاقمت في السنوات الأخيرة مع ظاهرة القوارب المكتظة بالمهاجرين غير الشرعيين الذين يخاطرون بحياتهم ويعبرون البحر الأبيض المتوسط في اتجاه الساحل الايطالي على الخصوص.
ومن خلال سبعين شخصية من المهاجرين الأفارقة نجح مركبهم المهترئ من الوصول إلى ساحل صقلية بأمان رغم أهوال البحر، يسرد سار قصص المهاجرين ومعاناتهم في رحلة العذاب من منطقة الساحل الافريقي وصحاريها حتى ليبيا ومعاناتهم مع تجار البشر والمهربين وتعرض بعضهم للتعذيب والاغتصاب. تدور احداث الرواية في بلدة متخيلة اسمها “آلتوني” في صقلية هي مسرح المواجهة بين هؤلاء المهاجرين وسكان البلدة الذين ينقسمون بين مرحبين بهم باسم القيم الانسانية النبيلة ومناوئين مهووسين بعقدة الأجنبي يدعون السلطات الى طردهم.
محمد مبوغار سار يبلغ من العمر ثمانية وعشرين عاما وهو يعيش حاليا بين السنغال وفرنسا حيث يواصل دراسته الجامعية في علم الاجتماع. وبعد أن نشر عدة قصص قصيرة شق سار طريقه في الكتابة بسرعة وبتألق و”جوقة الصمت هي روايته الثانية بعد “الأرض المطوقة” التي فازت بجائزة “أحمد كوروما” في معرض الكتاب الافريقي في جنيف وكان موضوعها بلدة في منطقة الساحل الأفريقي وقعت رهينة مجموعة من الجهاديين المتشدّدين، فاختبر سكّانها مآسي المحظورات والرجم والإعدام، الى أن قرّرت مجموعة منهم الوقوف في وجه التطرّف. وفي غضون أربعة أعوام فقط حاز سار على ست جوائز أدبية وتحول إلى رمز لجيل جديد من الروائيين الأفارقة. وكل كتاب وأنتم بخير.