يستضيف فريق برشلونة اليوم الأحد غريمه الأزلي ريال مدريد على ملعبه “كامب نو” في مواجهة هي الأخيرة له مؤقتا على هذا الملعب الذي سيدخل عملية توسعة، فيما سيكون العنوان الأبرز هو غياب نجمه الأوحد السابق ليونيل ميسي في كلاسيكو يرى الخبراء والمحللون الرياضيون أنه سيكون مختلفا.
برشلونة (إسبانيا) – يخوض برشلونة الإسباني أول كلاسيكو استثنائي يحتضنه على ملعبه “كامب نو” اليوم الأحد أمام العملاق الثاني لليغا ريال مدريد وذلك ضمن الجولة العاشرة من الدوري الإسباني.
ويحل ريال مدريد ثانيا في ترتيب الدوري بـ17 نقطة متقدما على برشلونة بنقطتين وخمسة مراكز مع تبقي مباراة مؤجلة للفريقين.
ويعلق المحللون الرياضيون على هذه المواجهة بأنها ستكون بطعم مختلف للعديد من الاعتبارات لعل أبرزها غياب نجم برشلونة السابق الأرجنتيني ليونيل ميسي وأيضا للضغط المسلّط على مدرب الفريق الكتالوني الهولندي رونالد كومان الذي يطارده شبح الإقالة.
فيما الأهم من ذلك عملية التجديد في العنصر البشري لكلا الفريقين والذي سيخوض اللقاء: فكيف ستتفاعل تلك العناصر ميدانيا، ما هي الإضافة التي يمكن أن يظهر بها هذا الكلاسيكو في وجود هؤلاء اللاعبين الجدد، هل سيكون مختلفا عن سابقيه، وغيرها من الأسئلة التي تطرح قبل المواجهة المنتظرة.
ويرجح أن يكون هذا الكلاسيكو هو الأخير لبرشلونة على “كامب نو” قبل البدء في عمليات توسعة مدرجات الملعب حيث تقرر أن تبدأ أعمال التطوير المخطط لها بملعب “كامب نو” في 2022 ويمكن أن تستمر لمدة أربع سنوات.
وتشمل الخطط زيادة قدرها 11 ألف مقعد، حتى تصل السعة الإجمالية للملعب إلى 110 آلاف متفرج، كما سيتم تجديد المناطق المحيطة بالملعب، متضمنة متجر النادي والمتحف.
وتشير تقارير صحافية إلى إجراء مسؤولي برشلونة محادثات مع بنك الاستثمار جولدمان ساكس الذي قد يوافق على أن يمنحهم قرضا بقيمة 1.27 مليار إسترليني.
وقال خوان لابورتا رئيس برشلونة “التأثير الذي سيحدثه التجديد بالغ الأهمية، حتى نتمكن من مجاراة منافسينا الذين فعلوا ما هو مطلوب في هذا السياق”.
وأضاف “نحن نفكر في احتمالات مختلفة لاستضافة مباريات برشلونة، لكن المرشح الأقوى هو ملعب “يوهان كرويف”، المخصص لمباريات فريق السيدات.
ويعد كريستيانو رونالدو الهداف التاريخي للكلاسيكو على كامب نو حيث سجل 13 هدفا متفوقا على ميسي (11).
وفي الليغا استضاف كامب نو 65 كلاسيكو تمكن البارسا من الفوز في 36 منها مقابل 14 للميرنغي و15 تعادلا.
وسجل برشلونة 116 هدفا على كامب نو في كلاسيكو الليغا مقابل 69 للريال وتفوق ميسي بـ7 أهداف على كريستيانو وسواريز وباكو جينتو، بـ6 أهداف للثلاثي. ويقف محللون على التشكيلة المحتملة لكلا الفريقين والتي ستتميز ببروز وجوه جديدة شابة وأخرى أمضت سنوات داخل قلعتي الناديين، ويتوقعون ظهورا مختلفا لبعض العناصر التي ستخطف الأضواء.
وبدءا من جيرارد بيكيه والفرنسي كريم بنزيمة إلى أنسو فاتي والبرازيلي فينيسيوس جونيور، يقف المتابعون لليغا على الفجوة بين الأجيال والتي تفصل بين نجوم الفريقين، ما يؤكد عملية التجديد التي بدأتها كرة القدم الإسبانية بعد عهد ميسي ورونالدو.
ومن ناحية، هناك فاتي، بيدري، خافي، ميغيل غوتييريس، فينيسيوس، البرازيلي رودريغو، إريك غارسيا، الأميركي سيرجينيو ديست، جميعهم تحت سن الـ21.
ومن ناحية أخرى بنزيمة، بيكيه، الكرواتي لوكا مودريتش، الألماني توني كروس، البرازيلي مارسيلو، جوردي ألبا، سيرجيو بوسكيتس، الأرجنتيني سيرجيو أغويرو الذين تجاوزوا الثلاثين من العمر.
وأكد أغويرو أنه كان يشجع البارسا في مباريات الكلاسيكو قبل أن يوقع مع النادي الكتالوني الصيف الماضي قادما من مانشستر سيتي.
وقال النجم الأرجنتيني في تصريحات أبرزتها صحيفة “سبورت” الإسبانية “سأستمتع بالكلاسيكو على أكمل وجه بعد أن انتقلت إلى برشلونة. إن القدرة على الفوز بهذه المباراة أمر مميز للغاية لأنها ستبقى في ذاكرتك، وهذا ما أبحث عنه”.
وأضاف “كلما رأيت الكلاسيكو قبل القدوم هنا كان لديّ شعور جميل ومختلف، وأعترف بأنني أردت دائمًا أن يفوز برشلونة، من أجل ميسي”. وتابع “تحويل الفرص المتاحة لك إلى أهداف، يعد مفتاح الفوز في هذه المباريات”.
الكلاسيكو الأول الذي سيلعب في غياب ميسي، لكن محللين رياضيين يؤكدون أن الأمر سيكون متروكا للجيل الشاب
والحدث المهم أن هذا الكلاسيكو هو الأول الذي سيلعب في غياب ميسي ورونالدو، لكنّ محللين رياضيين يؤكدون أن الأمر سيكون متروكا للشباب أمثال فاتي وفينيسيوس جونيور لكتابة لحظات ساحرة.
وأكد ألفريدو ريلانو الرئيس الفخري لصحيفة “أس” المدريدية العريقة “لم يعد لدينا كريستيانو رونالدو أو ليونيل ميسي، سنفتقدهما يوم الأحد أكثر من أيّ وقت مضى، لكن هناك دائمًا ضمانة أن مستوى كرة القدم لدينا عال جدا”.
ومع ذلك، فإن تمرير الشعلة بين جيل أبطال العالم في عام 2010 مع بيكيه وبوسكيتس و”دريم تيم” (فريق الأحلام)، وهو الشعار الذي أطلقه برشلونة للموجة الجديدة من المواهب الشابة، لم يتحقق من دون أن يخفت اللهيب قليلا ما أثر على القيمة الكبيرة للكلاسيكو.