المجلس الأعلى لنظارات البجا يعيد تهديده “بالانفصال” عن البلاد

هدد المجلس الأعلى لنظارات البجا شرقي السودان بـ”الانفصال” عن البلاد، إذا لم تنفذ الحكومة المركزية مطالبهم.
وقالت قناة “الشرق نيوز” إن التهديد الذي أطلق المجلس الأعلى لنظارات البجا يأتي كأحدث تصعيد بين الحكومة والمحتجين شرقي البلاد.
وألقى أمين عام إعلام المجلس الأعلى لنظارات البجا عثمان كلوج، كلمة عبر فيسبوك، قال فيها إنه “في حال عجزت الحكومة المركزية عن تنفيذ مطالبنا، فسندخل المربع الأخير، وهو الحكم الذاتي والانفصال”.

وطالب كلوج الحكومة المركزية بشقيها المدني والعسكري بتوفير ما وصفه بمنبر منفصل لطرح قضايانا بمرجعية مؤتمر سنكات، وهو المؤتمر الذي عقد في سبتمبر/أيلول 2020، وتم فيه طرح مطالبات بإقليم موحد لولايات شرق السودان، وإنشاء هيئة تنسيقية عليا مشتركة بين جميع مكونات شرق السودان.

وشهد سبتمبر الماضي توقيع اتفاق بين مجلس السيادة في السودان ومجلس نظارات البجا، ينص على السماح لصادرات بترول دولة جنوب السودان بالمرور عبر ميناء بشائر شرقي السودان.

وأفاد بيان رسمي بأن وفد الحكومة السودانية قدّم خلال الاجتماع عددا من المقترحات لحل قضية شرق السودان شملت فتح الموانئ والطريق القومي، كما اقترح قيام مؤتمر جامع لأهل شرق السودان تكون مخرجاته ملزمة للحكومة وأهل شرق السودان.

يذكر أن وتيرة الأحداث كانت قد تصاعدت، منذ الشهر الماضي، في ولايات شرق السودان، على خلفية إعلان قبائل البجا، إغلاق بعض المرافق الاستراتيجية والحيوية في المنطقة خلال الأيام القليلة الماضية.

هل نري شرق سوداني منفصل جديد على غرار جنوب السودان

تستند المناداة بحق تقرير المصير في شرق السودان على حدث قديم يرجع إلى تاريخ أكتوبر/تشرين الأول 1958ميلادي، في الوقت الذي أعلن فيه مؤتمر إنشاء للبجا ببورتسودان الحكومة المركزية في مدينة الخرطوم لاعتماد الحكم الفدرالي.

وبالاعتماد على هذا البيان، فقد اعتبرت دعوات الاستقلال عن الدولة المركزية بدارفور وجنوب كردفان والشرق، والتي تحققت بالنجاح في جنوب السودان، مواقف لاحقة لمؤتمر البجا في الشرق.

وأيضا تضمن المؤتمر نظارات البجا والعموديات المستقلة في الشرق، الذي كانت نهاية أعماله بسنكات في 29 من الشهر الماضي، ضمن توصياته كشف حق تقرير المصير لشرق السودان.

وبالتالي يمكن ان تشكل خطورة مطالب استقلال إقليم شرق السودان، الذي يحوي ولايات القضارف وكسلا والبحر الأحمر، كما أن المنطقة تبعا أطراف فاعلة في الشرق تحوي سواحل السودان على البحر الأحمر، بطول نحو 800 كيلومتر.

حيث ان منطقة شرق السودان تطل على دول لها مصالح تهدف الى التوسع مثل إثيوبيا التي تسيطر على أراضي الفشقة الزراعية بالقضارف، وإريتريا التي تنظر في كسلا امتدادا طبيعيا لها، ومصر التي تستولي على مثلث حلايب الذي يطل على ساحل البحر الأحمر.

توصيات خارجية من النزعات الانفصالية في شرق السودان من جديد
وقد اتفقت الأطراف التي تقف على طرفي نقيض في شرق السودان على أن الإقليم يواجه مؤامرة خارجية وبينما يتهم كل طرف الآخر بالتبعية للنظام السابق.

ويذكر عبد الله أوبشار تقرير المجلس الأعلى لنظارات قبائل البجا والعموديات المستقلة إنهم “لأول مرة يشعرون بالتدخل الخارجي والوصاية عبر الجبهة الثورية، التي وقعت اتفاق سلام مع الحكومة السودانية بجوبا في الثالث من الشهر الحالي”.

وأشار في قوله أن مسار الشرق في مفاوضات جوبا يشمل عناصر أجنبية فاوضت لصالح أجندات خارجية تحاول بيع الموانئ السودانية على البحر الأحمر.

وأيضا تم إلغاء اتفاق لإدارة وتشغيل الميناء الجنوبي ببورتسودان (أكبر موانئ السودان) مع شركة فلبينية موقعها إمارة دبي في أغسطس/آب 2019 ميلادي، على إثر احتجاجات لعمال هيئة الموانئ السودانية على ساحل البحر الأحمر.

Share this post