مع استمرار اغلاق الطريق الى الشرق، العاصمة السودانية تشهد طلبا شديدا على الخبز غداة اعلان الحكومة عن المخزون الاستراتيجي من القمح الذي يكفي لأربعة ايام فقط.
الخرطوم – تشهد العاصمة السودانية الخرطوم منذ نهاية الاسبوع الماضي طلبا شديدا على الخبز مع نقص حاد في تزويد المخابز بالدقيق، وذلك غداة اعلان الحكومة ان مخزون القمح لا يكفي الا اياما قليلة مع استمرار اغلاق الطريق الى ميناء بورتسودان.
ومنذ أكثر من ثلاثة أسابيع، يواصل مجلس البجا اغلاق كافة الموانئ على البحر الأحمر والطريق الرئيس بين الخرطوم وبورتسودان، حيث تفرغ شحنات القمح.
وقال وزير الصناعة السوداني إبراهيم الشيخ الأربعاء الماضي في تصريحات نقلتها وسائل إعلام محلية إن “المخزون الاستراتيجي من الدقيق يكفي لأربعة أيام قادمة”، في البلد الذي يتجاوز استهلاكه من القمح مليوني طن سنويا فيما يتراوح الإنتاج بين 12 و17 بالمئة من احتياجاته.
ويحتج مجلس نظارات البجا على “مسار الشرق” ضمن اتفاقية السلام الموقعة في جوبا بين الخرطوم وحركات مسلحة متمردة إذ يشتكي من تهميش مناطق الشرق ويطالب بإلغاء المسار وإقامة مؤتمر قومي لقضايا الشرق ينتج عنه إقرار مشاريع تنموية فيه.
وكانت الحكومة السودانية قد علقت عمل لجنة التفاوض مع المحتجين شرق البلاد فيما أعلنت تشكيل لجنة برئاسة رئيس الحكومة عبدالله حمدوك وعضوية عدد من الوزراء للاتصال بالمكون العسكري في مجلس السيادة من أجل التوصل إلى حلول عملية لقضية الشرق.
وفي اواخر سبتمبر/ايلول، اعلن “مجلس البجا” إغلاق الأنبوب النفطي الوحيد الذي ينقل الوقود إلى العاصمة الخرطوم في سياق تصعيد احتجاجاتهم. إلا أن جهودا حكومية أسفرت عن التوصل إلى اتفاق.
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يقوم بها المجلس بإغلاق الطريق القومي. ففي يوليو/تموز أغلق المجلس الطريق القومي بين الخرطوم وبورتسودان لثلاثة أيام.
ويعاني السودان أزمة اقتصادية كانت وراء الاطاحة بالرئيس السابق عمر البشير في أبريل/نيسان 2019 اثر الاحتجاجات الشعبية التي بدأت في ديسمبر/كانون الاول 2018 واستمرت أشهرا بعد رفع سعر الخبز.
وتتجلى أزمات السودان في نقص حاد في الدقيق والخبز والوقود وغاز الطهي، نتيجة ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه إلى أرقام قياسية.
ويقف السودانيون في طوابير لساعات للحصول على الخبز وامام محطات الوقود لتعبئة سياراتهم، اضافة الى انقطاع الكهرباء لساعات عدة.