القدس (رويترز) – تشهد القدس الشرقية اشتباكات ليلية أثناء شهر رمضان إذ تحدث مواجهات بين الفلسطينيين من جانب والشرطة الإسرائيلية والمستوطنين من جانب آخر.
وتتنوع القضايا وحجم الاحتجاجات ما بين قضايا دينية وأخرى تتعلق بالأرض والسياسات لكن كلها تأتي في جوهر الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين على المدينة التي تضم مواقع مقدسة لدى المسلمين واليهود والمسيحيين.
فيما يلي بعض العوامل التي جعلت القدس تقترب من نقطة الغليان:
* متى بدأت الاحتجاجات؟
منذ بداية رمضان منتصف أبريل نيسان تجري اشتباكات ليلية بين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية التي تقيم الحواجز لمنع إقامة تجمعات عند باب العامود بالمدينة القديمة بعد الإفطار.
ويرى الفلسطينيون في الحواجز قيودا على حرية التجمع بالنسبة لهم. وتقول الشرطة إنها تتواجد هناك لحفظ الأمن والنظام.
* لماذا انفجر العنف مجددا؟
كان من المقرر أن تعقد المحكمة العليا الإسرائيلية يوم الاثنين (10 مايو أيار) جلسة لنظر قضية جارية منذ فترة طويلة حول ما إذا كان سيتم طرد أسر فلسطينية من منازلهم في حي الشيخ جراح، وهو حي قرب باب العامود، ومنح تلك المنازل لمستوطنين إسرائيليين.
وانتقل بعض المستوطنين بالفعل إلى الشارع المقصود وأصبحوا يقيمون بجوار الفلسطينيين الذين يواجهون احتمال الطرد.
ومع اقتراب موعد الجلسة بدأ فلسطينيون ويساريون إسرائيليون في تنظيم مظاهرات كبيرة قائلين إن المزيد من عمليات الطرد قد يكون لها تأثير واسع في أنحاء الحي الذي يمثل الفلسطينيون الأغلبية العظمى من سكانه.
كما يضم حي الشيخ جراح موقعا يقدسه اليهود باعتباره قبر الحاخام سمعان العادل، مما كان سببا في توتر دائم بين الفلسطينيين الذين يقيمون هناك والمتدينين اليهود الذين يأتون لزيارة الموقع.
* اهتمام دولي
كانت محكمة أدنى درجة قد قضت بأن الأرض المتنازع عليها كانت تخص يهودا في القدس الشرقية قبل عام 1948، وأثارت تلك القضية اهتماما محليا ودوليا وسط انتقادات للاستيطان الإسرائيلي في القدس الشرقية.
وذكر البيت الأبيض أن مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان تحدث يوم الأحد مع نظيره الإسرائيلي لإبداء “القلق العميق بشأن الطرد المحتمل لأسر فلسطينية من منازلها في حي الشيخ جراح”.
كما أبدى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش ” قلقه العميق إزاء استمرار العنف في القدس الشرقية المحتلة وأيضا إزاء احتمال طرد عائلات فلسطينية من ديارها” بحسب ما قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أمس الأحد.
* ماذا بعد؟
تأجلت جلسة المحكمة العليا بشأن عمليات الإخلاء يوم الأحد، مما أدى إلى إرجاء نقطة اشتعال واحدة على الأقل لما بعد شهر رمضان وإتاحة مزيد من الوقت للتوصل إلى حل. وسيتم تحديد موعد لجلسة جديدة في غضون 30 يوما.
ويوم الاثنين هو يوم القدس الذي يوافق الذكرى السنوية لسيطرة إسرائيل على القدس الشرقية خلال حرب عام 1967. وعادة ما يشهد هذا الحدث مسيرة بأنحاء البلدة القديمة من قبل زائرين يهود، منهم قوميون متطرفون، وهو ما يجعله نقطة اشتعال محتملة أخرى.
* لماذا يعتبر وضع القدس حساس جدا؟
السياسة والتاريخ والدين.
يقع في قلب البلدة القديمة في القدس التل المعروف لدي اليهود في جميع أنحاء العالم باسم جبل الهيكل، أقدس موقع في اليهودية، الذي يسميه المسلمون بالحرم القدسي. كان المكان موطنا لمعابد يهودية في عصور قديمة. ويضم الآن قبة الصخرة والمسجد الأقصى، ثالث الحرمين الشريفين.
كما يقدس المسيحيون البلدة القديمة باعتبارها الموطن الذي يعتقدون أنه شهد مواعظ وموت وقيامة السيد المسيح.
وتعتبر إسرائيل القدس بشطريها عاصمة موحدة لها، بما فيها القدس الشرقية التي ضمتها في تحرك لم يحظ باعتراف دولي. ويريد الفلسطينيون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة.