تنديد دولي مع توسع الاحتجاجات حول القدس جلسة مغلقة لمجلس الامن اليوم وتعاطف مع الفلسطينيين المهددين بالاجلاء

 

القدس (وكالات) – اليراع الدولي

ىحصل المدعي العام الإسرائيلي امس الأحد على موافقة بتأجيل جلسة تعقدها المحكمة العليا بشأن عمليات طرد مزمعة لفلسطينيين في القدس، وهي جلسة تهدد بتأجيج مزيد من العنف في المدينة المقدسة وتصاعد القلق الدولي.

وأصبح لدى الحكومة الآن متسع من الوقت لمحاولة نزع فتيل أزمة محتدمة في القدس حيث أدت دعوى المحكمة والخلاف خلال شهر رمضان لو قوع اشتباكات بين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية.

وكان من المقرر أن تعقد المحكمة العليا جلسة اليوم الاثنين بشأن خطط لترحيل فلسطينيين من منازلهم بحي الشيخ جراح في القدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل في حرب 1967.

وكانت محكمة أدنى درجة قد قضت لصالح مطالبة مستوطنين يهود بالأرض التي تقع عليها منازل الفلسطينيين وهو قرار اعتبره الفلسطينيون محاولة من إسرائيل لطردهم من القدس المتنازع عليها.

لكن المستأنفين طلبوا من المحكمة، في خطوة قانونية في اللحظة الأخيرة، التماس رأي قانوني من المدعي العام أفيخاي ماندلبليت، مما فتح الطريق لتأجيل جلسة يوم الاثنين واحتمال أنه قد يطعن في قرار الطرد.

وقال متحدث باسم ماندلبليت إن المحكمة وافقت على تلقي تقرير مستقبلي من المدعي العام وإنه سيتم تحديد جلسة جديدة في غضون 30 يوما.

وقال نبيل الكُرد (77 عاما) وهو أحد الفلسطينيين المهددين بالطرد “أشعر بتفاؤل كبير إزاء قرار المحكمة…نحن نعيش هنا في بلدنا وعلى أرضنا ولن نستسلم”.

وبعد الإفطار، جلس الكرد مع مجموعة من المسنين يتابعون مجموعة من المحتجين الفلسطينيين الشبان وهم ينشدون أغان ويرددون شعارات في وجه مستوطنين على الجانب الآخر من الطريق ومنها “الحرية الحرية..فلسطين عربية”.

ورد إسرائيليون بالمثل، وأخذوا يرقصون ويتغنون في حين فصلت الشرطة بين الطرفين.

* امريكا تعرب عن قلقها

ذكر البيت الأبيض في بيان أن مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان عبر في اتصال هاتفي مع نظيره الإسرائيلي امس عن “قلقه العميق” إزاء الاشتباكات التي وقعت بالقدس في الأيام الأخيرة وذلك في بيان مماثل لما أصدرته الخارجية الأمريكية من قبل

* “نزاع عقاري”

وكانت الحكومة الإسرائيلية قد نأت بنفسها عن أي تدخل في جدل حي الشيخ جراح، الذي وصفته وزارة الخارجية بأنه “نزاع عقاري بين أطراف خاصة”.

لكن ذلك لم يسفر عن شيء يذكر لتهدئة القلق في أوروبا وبين قوى إقليمية مثل الأردن والإمارات، اللتين أدانتا ما قامت به إسرائيل في محيط القدس الشرقية.

ومن المتوقع أن يبحث مجلس الأمن الدولي التوتر في القدس خلال جلسة مغلقة اليوم
وقال دبلوماسيون إن ما يقرب من ثلثي الدول الأعضاء بالمجلس البالغ عددها 15 طلبت عقد هذه الجلسة . وهذه الدول هي تونس وإيرلندا والصين وإستونيا وفرنسا والنرويج والنيجر وسانت فنسنت وجزر جرينادين وفيتنام.
ومع زيادة توجيه اللوم لإسرائيل من بعض أعضاء الحزب الديمقراطي الذي ينتمي له الرئيس الأمريكي جو بايدن، قالت وزارة الخارجية الأمريكية يوم السبت إنها “قلقة للغاية” وطلبت من “السلطات التعامل مع سكان (الشيخ جراح) … بتعاطف واحترام ذكر البيت الأبيض في بيان أن مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان عبر في اتصال هاتفي مع نظيره الإسرائيلي مئير بن شبات يوم الأحد عن “قلقه العميق” إزاء اشتباكات بالقدس أثارتها خطط طرد أسر فلسطينية من ديارها في القدس الشرقية.

وجاء في البيان أن سوليفان دعا “الحكومة الإسرائيلية إلى اتباع الإجراءات الملائمة لضمان الهدوء خلال إحياء ذكرى يوم القدس”.

وقال البيت الأبيض في قراءة لنص المحادثة بين سوليفان ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي “أكد السيد سوليفان مجددا أيضا قلق الولايات المتحدة العميق بشأن الطرد المحتمل لأسر فلسطينية من منازلها في حي الشيخ جراح” .

وذكر البيان “اتفق الاثنان على أن الهجمات الصاروخية والبالونات الحارقة (التي تُطلق) من غزة على إسرائيل غير مقبولة وينبغي التنديد بها”.

وأضاف البيت الأبيض أن سوليفان عبر أيضا عن التزام إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بأمن إسرائيل وبدعم السلام والاستقرار في أنحاء الشرق الأوسط وأنها ستواصل جهودها لتعزيز الهدوء في القدس خلال الأيام المقبلة.”.

وأثناء اجتماع لحكومته امس الأحد لم يتطرق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشكل مباشر لذكر قضية إجلاء حي الشيخ جراح لكنه قال إن إسرائيل “ترفض بشدة” الضغوط الرامية لمنعها من البناء في القدس.

وأضاف “أقول أيضا لأفضل أصدقائنا: القدس عاصمة إسرائيل وكما يبني كل بلد في عاصمته ويبني عاصمته، لنا أيضا الحق في البناء في القدس وبناء القدس. هذا هو ما فعلناه وما سنواصله”.

في نفس الوقت حث الأردن إسرائيل امس على وقف اعتداءاتها “الهمجية” على المصلين في المسجد الأقصى، وقال إنه سيُصعّد الضغط الدولي عليها.

وقالت المملكة، التي تشرف على المواقع الإسلامية والمسيحية في القدس، إنه لا بد لإسرائيل أن تحترم المصلين والقانون الدولي الذي يحمي حقوق العرب.

تحول التوتر في القدس الشرقية إلى اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية والفلسطينيين حول الأقصى، ثالث الحرمين الشريفين في الإسلام، في العشر الأواخر من شهر رمضان.

وقالت حكومة الأردن في بيان “ما تقوم به الشرطة والقوات الخاصة الإسرائيلية من انتهاكات ضد المسجد واعتداءات على المصلين تصرف همجي مرفوض ومدان”.

وقال الملك عبد الله، الذي تقول أسرته الهاشمية إنها من سلالة النبي محمد وتستمد شرعيتها من دورها في الوصاية، إن الإجراءات الإسرائيلية في المدينة المقدسة بمثابة تصعيد ودعاها إلى إنهاء “استفزازاتها الخطيرة”.

واتهم الملك عبد الله إسرائيل بمحاولة تغيير الوضع السكاني للمدينة المقدسة التي تحتوي على مواقع مقدسة لليهودية والإسلام والمسيحية.وقالت وسائل الإعلام الرسمية إن الأردن استدعى القائم بالأعمال الإسرائيلي في عمان لإبداء استنكار المملكة لما وصفته بالاعتداءات الإسرائيلية على المصلين.

وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إن المملكة، التي فقدت القدس الشرقية والضفة الغربية في الحرب العربية الإسرائيلية عام 1967، ستبذل قصارى جهدها لحماية حقوق الفلسطينيين في مواجهة مطالبات الملكية من قبل المستوطنين اليهود.

وقال الصفدي في تصريحات لوسائل إعلام رسمية إن إسرائيل كقوة احتلال تتحمل مسؤولية حماية حقوق الفلسطينيين في منازلهم.

وأضاف أن طرد الفلسطينيين من منازلهم في حي الشيخ جراح جريمة حرب.

ويحمل الأردن إسرائيل مسؤولية السماح لليهود المتدينين اليمينيين بدخول الحرم القدسي قائلا إن هذا يثير مشاعر المسلمين ويزيد من مخاطر اندلاع حريق أوسع في المنطقة.

وقال الصفدي إن أفعال إسرائيل غير القانونية لها تداعيات خطيرة على استقرار المنطقة.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن بلاده تحافظ على حق العبادة ولن تتسامح مع أعمال الشغب في المجمع الذي يضم المسجد الأقصى ويبجله اليهود باعتباره جبل الهيكل.

وقدم الأردن للفلسطينيين في وقت سابق سندات ملكية في الشيخ جراح يقول إنها تثبت أن مزاعم المستوطنين الإسرائيليين بشأن الممتلكات لا أساس لها من الصحة.

ونظم عدة مئات من الأردنيين احتجاجا بالقرب من السفارة الإسرائيلية المحصنة في العاصمة عمّان بينما وقف العشرات من أفراد شرطة مكافحة الشغب دون تدخل في الوقت الذي هتف فيه العشرات “الموت لإسرائيل”.

ودعا المتظاهرون إلى طرد السفير الإسرائيلي وإلغاء معاهدة السلام التي لا تحظى بشعبية مع إسرائيل. وينحدر مواطنون كثيرون في الأردن من أصل فلسطيني. 

Share this post