اليراع الدولي -وكالات
يصوت الناخبون الأحد في تشاد في انتخابات رئاسية يسعى الرئيس إدريس ديبي إتنو الذي يحكم تشاد بلا منازع منذ ثلاثين عاما إلى الفوز بولاية سادسة في مواجهة ستة مرشحين غير معروفين بعدما أزاح بعنف في بعض الأحيان، الشخصيات النادرة التي كان يمكن أن تهدده في المعارضة المنقسمة.
وأدلى الرئيس البالغ من العمر 68 عاما بصوته صباح الأحد إلى جانب زوجته هيندا التي كانت حاضرة بقوة خلال الحملة الانتخابية.
وصرح السيد ديبي أمام صحافيين وعسكريين وشرطيين “أدعو جميع التشاديين في كل مكان إلى أن يأتوا ويصوتوا بكثافة لممارسة واجبهم والحق في اختيار المرشح الذي يعتقدون أنه الأفضل لهم”.
واضاف “مقاطعة؟ الأمر متروك لكم لتقولوا ما إذا كانت هناك مقاطعة لكن كل شيء يجري بهدوء وأمن وفي بلد يسوده السلام والاستقرار”.
في العاصمة ، بدأت صناديق الاقتراع وأكشاك التصويت الوصول تدريجيا، ولم تفتح العديد من المكاتب التي زارتها وكالة فرانس برس في الموعد المحدد.
وقالت برناديت “أصوت للماريشال (ديبي) لأنه بفضله أتنقل بحرية”.
ونسبة المشاركة هي الرهان الحقيقي لهذه الانتخابات. ودعي نحو 7,3 ملايين ناخب من أصل 15 مليون نسمة إلى التصويت.
وفي شوارع العاصمة نجامينا حيث فرضت إجراءات أمنية مشددة جدا، لا يبدو السكان مهتمين باقتراع نتائجه “محسومة سلفا” ويحاولون بصعوبة تأمين لقمة عيشهم ويعانون من انقطاع المياه والكهرباء، لأيام في بعض الأحيان.
وستعلن النتائج الموقتة للاقتراع في 25 نيسان/ابريل والنهائية في 15 أيار/مايو.
ومنذ أشهر، يمنع النظام بشكل منهجي “المسيرات السلمية للتناوب” التي تحاول اقوى أحزاب المعارضة تنظيمها كل سبت. وقامت شرطة مكافحة الشغب المخيفة بتفريق أي بداية تجمع بالقوة. ولم تجذب هذه التجمعات أكثر من بضع عشرات الأشخاص.
ووصفت منظمة هيومن رايتس ووتش غير الحكومية المدافعة عن حقوق الإنسان هذا الاستخدام للقوة بأنه “قمع قاس”.
وظلت شوارع نجامينا هادئة السبت، بينما قامت شرطة مكافحة الشغب بدوريات في المدينة في شاحنات صغيرة وكبيرة تعلوها خراطيم مياه، ومدرعات خفيفة.
ويتمركز جنود الحرس الجمهوري، القوات الخاصة التي تحمي النظام بكثافة في المواقع الحساسة بينما ينتشر شرطيون وعسكريون بالقرب من مقار الأحزاب التي تدعو إلى مقاطعة الانتخابات والتظاهر ضد الرئيس.
وركز الماريشال ديبي في حملته خصوصا على “السلام والأمن” اللذين يؤكد أنه مهندسهما في بلده وكذلك في منطقة مضطربة. فتشاد التي لا تملك أي منفذ على البحر والمحاطة بليبيا والسودان وجمهورية إفريقيا الوسطى وغيرها، مساهم رئيسي في مكافحة الجهاديين في منطقة الساحل، عبر نشر قوات مدربة في مالي وأحيانا نيجيريا.
وصوتت قوات الأمن والشرطة والجيش يوم السبت.
– “واثق من الفوز” –
قبل شهرين فقط، اتحد 15 حزبا معارضا على أمل الفوز في الانتخابات عبر تقديم مرشح واحد لكنها أخفقت.
فقد أبطلت المحكمة العليا ترشيحات سبعة من المتنافسين الـ16. ثم انسحب ثلاثة مرشحين بينهم صالح كبزابو الخصم “التاريخي” لديبي، للاحتجاج على العنف ودعوا إلى مقاطعة الاقتراع. لكن المحكمة أبقت أسماءهم على بطاقات الاقتراع التي باتت تضم عشرة مرشحين.
ويتحدى الرئيس ستة مرشحين هم فيليكس نيالبي رومادومنغار وألبرت باهيمي باداكيه وتيوفيل يومبومبي مادجيتولوم وبالتازار العادوم جرما وبريس مبايمون غيندمباي وأول امرأة تترشح في تاريخ تشاد ليدي بيسيمدا.
وقال الخبير السياسي إيفاريست نغارليم تولدي من جامعة نجامينا إن ديبي “عرف كيف يتلاعب بالجميع (…) هو الذي يحرك كل الخيوط”.
وانتقد جان برنار باداري المتحدث باسم حركة الإنقاذ الوطني التي يقودها ديبي وتتمتع بنفوذ كبير، المرشحين الذين انسحبوا ويدعون إلى مقاطعة الاقتراع وبينهم كيبزابو. وقال “من الذي يمنعهم من الترشح؟ لا أحد”. وأضاف أن “اللعبة مفتوحة لكنهم قادة الحزب بلا ناشطين”.
وتلخص كيلما ماناتوما، الباحثة التشادية في العلوم السياسية في جامعة باريس نانتير أن ديبي “سيفوز بالتأكيد (…) في غياب المرشحين التاريخيين وبالموارد الكبيرة التي حشدها”.
ولخص دبلوماسي طلب عدم الكشف عن هويته الوضع قائلا إن “الأمر الوحيد المهم في نظر ديبي هو الفوز من الدورة الأولى بمشاركة كبيرة حتى لا يعترض أحد على كونه انتُخب بشكل سيئ”.
4 منظمات دولية “قلقة” من جمود الحوار في الصومال
في بيان مشترك أصدرته الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي والهيئة الحكومية الدولية للتنمية (إيغاد)، وصل الأناضول نسخة منه..
يويورك/محمد طارق/الأناضول
أعربت 4 منظمات دولية، الأحد، عن قلقها إزاء الجمود في الحوار بين الحكومة الاتحادية ورؤساء الولايات في الصومال، من أجل إجراء الانتخابات.
جاء ذلك في بيان مشترك أصدرته الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي والهيئة الحكومية الدولية للتنمية (إيغاد)، وصل الأناضول نسخة منه.
وقال البيان: “نعرب عن قلقنا إزاء الوضع في الصومال وخطورة المأزق السياسي الحالي جراء تأخر إجراء الانتخابات، واستمرار الجمود في الحوار بين الحكومة الاتحادية ورؤساء بعض الأقاليم والمعارضة”.
والأربعاء، أعلنت الحكومة الفيدرالية فشل المفاوضات التي جرت لمدة أسبوع بينها وبين رؤساء الولايات الفيدرالية في قاعدة القوات الجوية “افسيوني” داخل مطار مقديشو الدولي، للتوصل إلى اتفاق حول الانتخابات.
وأكد البيان المشترك احترام تلك المنظمات الدولية لسيادة الصومال وسلامته الإقليمية واستقلاله السياسي ووحدته.
ودعا “القادة الصوماليين إلى إعطاء الأولوية للمصالح الوطنية لبلدهم والعودة على الفور إلى الحوار سعيا وراء حل وسط بشأن القضايا العالقة، وضمان عدم اتخاذ أي إجراءات من شأنها تقويض استقرار الصومال”.
وشدد البيان على أن “اتفاق 17 سبتمبر (أيلول) لا يزال المسار الأكثر قابلية للتطبيق لإجراء الانتخابات في أقصر وقت ممكن”.
وفي 17 سبتمبر 2020، اتفقت الحكومة مع رؤساء الأقاليم على إجراء الانتخابات بطريقة غير مباشرة، حيث تختار كل قبيلة (لكل واحدة ممثل بالبرلمان) مندوبين عنها لينتخبوا بدورهم رئيس البلاد، لولاية رئاسية مدتها 4 سنوات.
وحذّر بيان المنظمات الدولية من “التداعيات السلبية للجمود السياسي على السلام والأمن والاستقرار والازدهار في الصومال والدول المجاورة”.
وحث “جميع القادة الصوماليين على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس والامتناع عن أي أعمال قد تؤدي إلى تصعيد التوترات”.
ويسود الصومال حالة من التوتر السياسي، بسبب خلافات بين الحكومة من جهة ورؤساء الأقاليم والمعارضة من جهة أخرى، حول تفاصيل متعلقة بآلية إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية.
وأدت تلك الخلافات إلى تأجيل الانتخابات أكثر من مرة، دون تحديد موعد لها، رغم عقد عدة جولات حوارية.